منتديات العلم نور

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات العلم نور

برامج / ثقافة وشعر / تقنيات الحاسوب / متطلبات المرأة والطفل / العاب / اخبار الفن


2 مشترك

    رمضان وحفظ اللسان

    حبيب عمو صلاح
    حبيب عمو صلاح
    مراقب عام


    ذكر
    عدد الرسائل : 133
    الموقع : al3lmnoor.ahlamontada.com
    تاريخ التسجيل : 18/12/2009

    رمضان وحفظ اللسان Empty رمضان وحفظ اللسان

    مُساهمة من طرف حبيب عمو صلاح 28/12/2009, 2:03 am

    فكم فينا من عادة نتمنى أن نتخلّص منها، وربما حاولنا في سبيل ذلك أكثر من مرة، وكم مرة نجحنا؟ وكم مرة استسلمنا، وقلنا تزول الجبال ولا تزول الطباع؟
    معاشر المؤمنين، نحن في شهرِ رمضان،شهرِ الصيام، شهرِ الإرادة والعزيمة،ولعل مِن أظهر مظاهره، وأبيَنِ شؤونه أنه تغيير كامل لكل ما تعودناه من عادات، وما ألِفناه من نمط حياة.
    يأتي رمضان ليقنعنا بأننا قادرون على التغيير، على التصحيح، وقد يقول قائل:وكيف ذلك؟تأمل رعاك الله إلى عادة الأكل والشرب التي ألفناها، وربما رأينا الحياة صعبة دونها، إفطار ثم غداء ثم عشاء، ويأتي رمضان ويتغير الأمر وتصبر البطون، وتقوى العزائم، ويتوقف الإنسان عما يحب مما لذ من الطعام والشراب يومَه كلَّه؛ ولو أصابه الجوع والنَصَب.
    وقد يكون منامَن تعوّد على التهاون بالطاعات والقربات،فتراه فيرمضانيتغير حاله،فيُكْثِر من الطاعات وينوّع في القربات،فهو يحرص على المساجد، والصلاة مع الجماعة، وآخر لم يفكر يومًا في الإنفاق والصدقة تجده في رمضان يبادر ويسأل عن المحتاجين، ويزور الجمعيات الخيرية علّه يظفر بسبيل يصل من خلاله إلى المحتاجين، ولا عجب فقد كان صلى الله عليه وسلم: "أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان...كان أجود بالخير من الريح المرسلة" [متفق عليه].



    معاشر الكرام، أليس منا من تعوَّد على أمور محرمة كشرب الدخان، والغيبة والنميمة، فتراه في رمضان يسمو على ملذات نفسه، وتسويل الشيطان،وينصاع لحكم ربه الرحمن، فيُقلِع عن هذا البلاء يومَه كلَّه.أليس منا -أيها الكرام- مَن هجر القرآن، وسوّف مرة بعد مرة في قراءته وختمِه،ويجيء رمضان وقد كسر ذلك الحاجر، وأقبل على كتاب ربه، ووجد الوقت المناسب ليختمه مرة، وربما أكثر، وربما زاد معه التدبرَ والعمل؟معاشر الكرام، أليس كثير منا لا يعرف قيام الليل طيلة العام، ويراه أمرًا ثقيلاً، وما يزال يسوِّف ويؤخِّر حتى يجيء رمضان،فتراه ينشط ويصلي جميع الليالي مع المسلمين، ويحافظ على ذلك رجاء الأجر العظيم،كما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" [رواه البخاري ومسلم]، وقوله:"من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة" [رواه أحمد والترمذي وصححه].
    معاشر الكرام، أليس كل هذادليلاً على تغيّر كامل في عاداتنا، وما ألِفناه من نمط الحياة؟ أليس هذادليلاً على قدرتنا على التغيير والتحكم في ذواتنا؟فلِمَ إذًا لا نبدأ باستثمار هذا التغيير، وذلك مِن خلال برنامج محدد نتبعه في هذا الشهر المبارك، ولو مع عادة واحدة؟



    معاشر المؤمنين،إننا في رمضان أمامَ فرصة ذهبية للتخلص من عاداتنا السيئة،ولعل مِن أهمها ما تعوده اللسان من سوء القول، وكثرة اللعن والسب، والفري في الأعراض، فدعونا نجعلْ رمضان بدايةَ تغيير حقيقيٍّ في كلامنا ونوعه، كيف لا وقد أشار نبي الهدى صلى الله عليه وسلم إلى هذا الملمح حينما قال: "وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ، فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ، أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ" [رواه البخاري].
    ويُعظِّم رسول الله صلى الله عليه وسلم شأن اللسان وخطورة أمره، ويربط ذلك بالصيام فيقول: "مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ وَالْجَهْلَ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ" [رواه البخاري].
    معاشر الكرام، إلى متى ونحن نطلق لألسنتنا العنان، فنتركها تتكلم دون تحكم، وتمضي دون لجام؟ لم لا نجعل رمضان بداية الانطلاقة، فنقلل من سيِّء الكلام، أو نقلع عنه نهائيًّا، لم لا نتحمل خطأ الناس فلا نقابل الإساءة بالإساءة، بل بالإحسان، كما قال سبحانه عن عباد الرحمن: ﴿وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَمًا﴾ [الفرقان: 63].
    لم لا نكثر من الكلام الطيّب؛ لنجعل اللسان يتعود عليه انصياعًا لأمر الله ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾ [البقرة: 83]، ﴿وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [الإسراء: 53].



    معاشر الكرام،دعونا من اليوم لا نتكلم إلا بالخير، ونقلع عن كل سوء، دعونا نرطب ألسنتنا بذكر الله، بقراءة القرآن، ونلجمها كلما أرادت قول السوء،ولا نستجيب لذلك في لحظات الغضب، بهذا نقنع أنفسنا بأننا قادرون على التحكم في ذواتنا وكلماتنا، وهل بلاؤنا إلا من ذلك؟
    سأل معاذ رسول الله صلى الله عليه وسلم:أوَنحن مآخذون بما نقول يا رسول الله؟ قال عليه الصلاة والسلام:"ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكبُّ الناس على مناخرهم أو على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم" [رواه أحمد وقال شعيب الأرنؤوط : صحيح بطرقه وشواهده].
    أيها المؤمن بربه، ليس الصوم أن تتوقف البطون عن المطعوم والمشروب، وتنطلق الألسنة في الأعراض، أو تتفوه بسيء الكلام وفاحشه، يا مؤمن تأكد أنّمن سلم من لسانه فقد سلم، ومن سقط من لسانه فقد سقط.اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، برحمتك يا أرحم الراحمين.
    عباد الله، أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.
    المدير صلاح السعدي
    المدير صلاح السعدي
    المدير العام


    ذكر
    عدد الرسائل : 268
    الموقع : http://markaz.ga2h.com/
    تاريخ التسجيل : 21/09/2007

    رمضان وحفظ اللسان Empty رد: رمضان وحفظ اللسان

    مُساهمة من طرف المدير صلاح السعدي 2/1/2010, 6:07 pm

    بارك الله فيك يا حبيبي
    محبتي لك
    صلاح

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو 20/5/2024, 4:36 am